تتطلب دراسة جدوى الاستثمار العقاري في تركيا النظر لما هو أبعد من الفترة الحالية إلى المدى المنظور والمستقبل القريب والبحث في الفرص والتحديات والعوائق التي يمكن أن تحملها الفترة والسنوات القادمة وتأثيرها المباشر على عائدات الاستثمار العقاري صعوداً أو هبوطاً ويشمل ذلك أيضاً توقعات أسعار العقارات في تركيا.
ما الذي يجعل من تركيا وجهة استثمارية مستقبلية؟
تمكنت تركيا خلال السنوات الخمس الماضية أن تكون واحدة من أهم وأنشط الأسواق العقارية على مستوى العالم خاصة في آخر ثلاث سنوات الأمر الذي جعلها تتقدم في قائمة الدول الاستثمارية خاصةً في القطاع العقاري جاذبة بذلك جنسيات أجنبية مختلفة ترغب بالتملك في تركيا من أجل السكن أو الاستثمار العقاري في تركيا أو الحصول على الجنسية التركية عبر التملك.
كما أن الاستثمار العقاري في تركيا تفضيل الاستثمار العقاري في تركيا على أنه مضمون بالمحافظة على رأس المال قياساً بالقطاعات الاستثمارية الأخرى وأنه من القطاعات الأقل مخاطر على الميزانية الاستثمارية ولّد حافزاً استثمارياً كبيراً للمستثمرين الأجانب.
يوفر سوق العقارات التركية تنوعاً كبيراً للمستثمرين الأجانب من حيث الفرص وأنواع العقارات وأنواع الاستثمار فيها من تأجير أو إعادة بيع للعقارات الجاهزة أو قيد الإنشاء، ويتزامن ارتفاع الطلب على تملك العقارات التركية مع زيادة عدد السكان ونمو إقبال الأجانب إلى المدن التركية خاصةً السياحية منها وبالتالي ارتفاع الطلب على الاستثمار العقاري في تركيا.
ولا يمكننا تجاهل أو نسيان أثر قانون منح الجنسية التركية عبر الاستثمار من توليد دفعة إضافية مستحقة لسوق العقارات التركية بعد إقراره مطلع العام 2017 وتعديلاته في الأعوام اللاحقة.
ما هي فرص الاستثمار العقاري في تركيا للعامين المقبلين؟
تستقطب العقارات التركية بأنواعها المستثمرين الأجانب من خلال منحهم عدة فرص من شأنها أن تدفع إلى مزيد من التملك العقاري والدخول بقوة إلى السوق الاستثماري التركي ومن بين أبرز الفرص التي يمكن من خلالها تحقيق نجاحات خلال العامين القادمين 2024 و2025 نذكر:
- تملك عقار قيد الإنشاء والانتظار حتى انتهاء البناء ثم إعادة بيعه مرة أخرى.
- تملك عقار جاهز وإضافة تعديلات بسيطة من ديكورات ومفروشات ثم إعادة بيعه.
- تملك عقار جاهز سكني أو تجاري وتأجيره بهدف الاستفادة من عائداته الاستثمارية.
- تملك عقار على المخطط الهندسي بأقل سعر ممكن والانتظار فترة بنائه حيث يتراوح متوسط مدة البناء في تركيا بين 3 إلى 5 سنوات وبعدها تحقيق فارق سعري كبير.
التحديات المستقبلية لسوق العقارات التركية:
في الوقت الذي يقدم به السوق العقاري العديد من الدوافع والمزايا والفرص إلا أنه يتقابل مع مجموعة من التحديات التي تقف في طريق المستثمر أبرزها:
إثار ارتفاع مؤشر التضخم (أسعار المستهلك) في تركيا من ناحية انخفاض الإقبال على تملك العقارات التركية وتدني القدرة الشرائية لدى الشعب التركي، إلا أن هناك دلائل وتوقعات تبدو أكثر وضوحاً مع الوقت بأن مؤشر التضخم سيبدأ بالتراجع بدأت مع مطلع العام 2024.
إن رفع البنك المركزي التركية لأسعار الفائدة يمكن أن يؤدي لتغيير المستثمرين وجهتهم من الاستثمار العقاري إلى الاستثمارات المصرفية.
تخوف المستثمرين من تغييرات سياسية في تركيا والتي من شأنها أن تؤثر على واقع الاقتصاد والسوق التركي، إلا أنه وبعد فوز أردوغان وحزبه بولاية جديدة ستعيش تركيا حالة من الاستقرار على كافة المستويات لفترة لا تقل عن 5 سنوات.
ما هي أسعار العقارات في تركيا المتوقعة لعامي 2024 و2025؟
لا يمكن توقع أسعار العقارات التركية لفترات زمنية بعيدة كونه يخضع لتقلبات وتغيرات ويمكن لأي نبأ إيجابي أن يرفع من سعره، والعكس صحيح عند حدوث أي نبأ سلبي.
بحسب رأس خبراء العقار فإن تغير توجهات الحكومة التركية والإدارة الاقتصادية الجديدة وقرارات رفع الفائدة في الأشهر الأخيرة كان لها مؤشر واضح في انخفاض أسعار العقارات التركية إلا أن هذه القرارات لا يمكن أن تغير من قرار فئة من المستثمرين الذي يرون في رفع سعر الفائدة فرصاً أكبر للربح من تجارة العقارات في تركيا، كما أن الحاجة الملحة للمساكن والعقارات التجارية ستدفع نحو تملك المزيد من العقارات التركية، وهذين العاملين المتضادين يؤول عليهما بخلق نوع من التوازن في أسعار العقارات التركية في المرحلة المقبلة واستقرارها عند حدود طبيعية لتعاود بعد ذلك ارتفاعها بعد اكتمال دورة السوق، الأمر الذي سيتيح المجال لاقتنصا الفرص العقارية بأسعار جيدة في الفترة الحالية وعلى المدى المنظور.
ما احتمالية معاناة سوق العقارات التركية من ركود؟
ليس من الممكن أن يحل الركود الاقتصادي بشكل مفاجئ بل لابد أن يسبقه مجموعة من المؤشرات والدلائل التي تنوه لقرب حدوثه، وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أي ركود متوقع في السوق العقاري التركي على المدى المنظور والمتوسط كأقل تقدير، خاصةً أن خطط الحكومة التركية وسعيها للتطوير العمراني وإعادة البناء لازالت في أوجها كإنشاء مدن جديدة بالقرب من المشاريع الحيوية والإنمائية مثل مدن قناة إسطنبول المائية.
هل ستنخفض أسعار العقارات في تركيا؟
يسمي المراقبون والخبراء الاقتصاديون والعقاريين الفترة الحالية بأنها “هدنة” بما يخص أسعار العقارات عبر تأثرها بعوامل متعددة لاسيما رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي التركي والسعي الحكومي لبناء المزيد من المساكن والعقارات عبر مشاريع عملاقة بأسعار متدنية وطرق دفع طويل الأمد، لتؤثر هذه الإجراءات الحكومية على الزيادة الكبيرة التي طالت أسعار العقارات في السنوات الأخيرة.
وبسبب هذا التوازن الحكومي بين من يرفع الفائدة من جهة ويزيد من تطوير السوق العقاري التركي من جهة فإن أغلب التوقعات تصب في استقرار أسعار العقارات التركية خلال الفترة القريبة بدلاً من ارتفاعها أو انخفاضها بمؤشر عكسي.
خطوات ضمان استثمار عقاري ناجح في المستقبل:
من أجل قيادة السوق بدلاً من انتظار ما قد يؤول إليه هناك عدة خطوات تضمن نجاح الاستثمار العقاري في تركيا بغض النظر على المؤثرات والعوامل الخارجية وهذه الخطوات هي:
1-اختيار الموقع الأفضل:
مهما كان واقع السوق لا يمكن التغاضي عن أهمية الموقع فالموقع الحيوي الذي يتوسط المراكز الخدمية الصحية منها والتعليمية والترفيهية والطرق السريعة وشبكات المواصلات لا يمكن أن يؤدي إلا إلى إنجاح الاستثمار العقاري في تركيا دون أدنى.
2-اختيار العقار المثالي:
اختر عقارك بذكاء لا بجهد فالعقار نفسه يجب أن يتحلى بمواصفات مطلوبة وأكثر رواجاً من حيث موقع العقار داخل البناء ونوع البناء نفسه (مستقل، مجمع) سيما أن التوجه الأخير بات أكبر نحو المجمعات السكنية وبالمقابل تشهد المباني المستقلة شبه عزوف عن التملك فيها، ويعود الأمر لمزايا المجمعات العقارية من موقع وجودة بناء وتصاميم عصري وتضمينه موانع زالزالية، بالإضافة إلى مساحة العقار وتوزع الغرف والإطلالة وتوفر الخدمات الأمنية والترفيهية والاجتماعية جميعها تؤدي دوراً عظيماً في المحافظة على القيمة الاستثمارية للعقار بل رفعها.
3-اقتناص الفرص الأنسب:
من المتعارف عليه أن أفضل وقت للشراء يكون بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر ونيسان/أبريل من كل عام ويرى خبراء العقار أنها الفترة الأنسب لاقتناص عقار مناسب بسعرٍ أنسب.